المدونة، في أبسط تعريفاتها، هي صفحة عنكبوتية تشتمل على تدوينات مختصرة ومرتبة زمنيـًا. وبصورة تفصيلية ، فإن المدونة تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة عنبكبوتية تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، ويكون لكل مدخل منها عنوان إلكتروني URL دائم لا يتغير منذ لحظة نشره على الشبكة، بحث يمكن للمستفيد الرجوع إلى تدوينة معينة في وقتٍ لاحق عندما لا تعد متاحة في الصفحة الأولى للمدونة
.
والمدونة بالإنجليزية هي نحت من كلمتي Web log بمعنى سجل الشبكة، ويُطلق عليها اختصارًا blog ، ومنها مصدر التدوين blogging وهو عملية إنشاء المدونة والنشر فيها، والمدونون أو البلوجرز bloggers وهم الأشخاص الذين يقومون بالتدوين، ثم مجال أو عالم المدونات blogsphere وهو العالم المترابط من المدونات المتاحة على الإنترنت والتي يمكن الوصول إليها من خلال محركات البحث أو من خلال كشافات المدونات blog indexes .
وإذا كان يمكن تعريب blog بالسجل ، أو المكتوب، أو الصحيفة، إلا أن "مدونة" هي التعريب الأكثر قبولاً وانتشارًا لهذه الكلمة حتى الآن، كما لا تزال تستخدم أيضًا الصيغة المنقحرة من الإنجليزية، حيث تُعرف بـ (بلوج) في مصر، و (بلوق) في دول الخليج العربي، و(بلوغ) في بلاد الشام (3). كما يُطلق على المداخلة أو المدخل أو الإسهام الواحد فيها : تدوينة، وهو ما يقابل post في الإنجليزية.
النشأة والانتشار
بالرغم أن المدونات نشأت حوالي منتصف تسعينيات القرن العشرين، وبالرغم من أن المصطلح blog تم صكه عام 1997م، إلا أن ظاهرة المدونات لم تنتشر على العنكبوتية إلا بعد عام 1999م حيث بدأت خدمات الاستضافة في السماح للمستفيدين بإنشاء المدونات الخاصة بهم بصورة سريعة وسهلة نسبيـًا (4).
ويرى البعض أنه على نحوٍ ما كانت الحرب الغشوم على العراق عام 2003م سببًا من أسباب ذيوع صيت المدونات وانتشارها ، حيث (5) انتشرت المواقع الشخصية التي يتحدث فيها أصحابها عن تجربتهم الشخصية في الحرب، وتقديم ما يشبه المذكرات التي تؤرخ للأحداث أو تبدي الآراء.
وفي غضون عام واحد من ذلك، أي عام 2004م، أصبحت المدونات ظاهرة عامة بانضمام العديد من المستفيدين من الإنترنت إلى صفوف المدونين وقراءها. وتطور الأمر ، كما رأى أحد الباحثين (6)، إلى أن أصبح عام 2005م هو عام المدونات.
ويقدر مشروع "بيو للإنترنت والحياة الأمريكية"، زيادة عدد الأمريكيين الذين يقرأون المدونات بنسبة 58% عام 2004م، ليصل العدد الكلي إلى حوالي 32 مليون قارئ، ويفيد "مشروع الامتياز في الصحافة" التابع لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أن معظم هؤلاء يتابعون المدونات من أجل الحصول على المعلومات ومتابعة الأخبار (7). كما أفادت إحدى الدراسات الحديثة (6) أن حوالي 11% من المستهلكين على الخط المباشر online consumers يقرأون المدونات بصفة شهرية على الأقل، وأن هذا العدد آخذ في الازدياد بسرعة.
وفيما يتصل بعدد المدونات المتاحة على العنكبوتية، تقوم شركتا Technorati و BlogPulse بتكشيف ما يزيد 20 مليون مدونة. وسجلت الشركة الأولى في سبتمبر 2005م أن عدد المدونات يتضاعف تقريبـًا مرة كل خمسة شهور، بينما تضيف شركة Intelliseek BlogPulse إلى محرك البحث الخاص بها حوالي 50.000 مدونة يوميًا. ويتضح من المؤشرات السابقة أن عدد المدونات وتأثيرها سوف يستمران في الازدياد.
المدونات، لماذا ؟
إن المدونات، بصفة عامة، هي مواقع على الإنترنت خاصة بالأشخاص أو المؤسسات، تتضمن تعليقات وآراء وأخبار ، وغالبًا ما تتضمن روابط فائقة links إلى معلومات متاحة على مواقع أخرى على الشبكة. وقد أثبتت المدونات وجودها وجدواها كإحدى الخدمات الحديثة على الشبكة، لسهولة إنشاءها ونشرها وتحديثها، فضلا عن إتاحتها لفرصة التفاعل مع المستفيدين منها في كل مادة من المواد المنشورة بها.
ومن وجهة نظر معدي المدونات، فإن المدونات تنشأ لأجل النشر المهني، أو الشخصي، أو لمجرد توفير المعلومات. أما من وجهة نظر المستفيدين، فإنه تتم الإفادة من المدونات، لأجل تلك الاحتياجات الشخصية أو المهنية، ولمحافظة المدونات على حداثة معلوماتها باستمرار، وكذلك لخلوها من الرسائل المزعجة spam التي يمكن أن تتسلل إلى أساليب الاتصال الأخرى على الشبكة (8).
وفيما تتخذ بعض المدونات شكل المذكرات الشخصية، تركز أخرى على موضوعات تخصصية محددة. وتتنوع موضوعات المدونات بين المجالات السياسية والعسكرية والإعلامية والأدبية والتقنية، … إلخ، كما أنها قد تركز على موضوعات دقيقة للغاية تصل إلى التطريز وإصلاح السيارات (7). ويرى البعض أن الشهرة والانتشار اللذين حظيت بهما المدونات إنما تعود إلى المدونات السياسية والعسكرية، والدور الذي لعبته في الخطاب العام على مستوى السياسة والإعلام ؛ للدرجة التي يُشار بها إلى الحرب الأمريكية على فيتنام بأنها أول حرب تُنقل على التلفاز ، والحرب الغشوم على كل من أفغانستان والعراق بأنها أول الحروب التي تصور في المدونات (9).
وفيما يتصل بالإعلام، يرى البعض (7) أن المدونات بدأت تحدث أثرًا في الحياة العامة في الولايات المتحدة على عدة أصعدة، سياسية واجتماعية وإعلامية، وذلك عبر نشرها لتقارير حول أخطاء القادة السياسيين، ومن جهة أخرى بسبب اختلاف الطريقة التي يقوم بها المراسلون بكتابة تقاريرهم. ومن ثم فإن محرري المدونات bloggers غدوا مؤثرين على نحو متزايد لدرجة أنه يتم النظر إليهم الآن على أنهم جزء مهم من وسائل الإعلام الرئيسة، وازداد من ثم حضور المدونات وباتت شكلاً إعلاميـًا يقف جنبًا إلى جنب التلفاز والإذاعة والصحف والسيارة. ومن ثم أيضا ، لم يكن من الغريب مطالبة أحد الخبراء في مجال المدونات (5)، بمعاملة المدونين بوصفهم صحفيين.
من ناحية أخرى، وفي عالم الأعمال التجارية، أصبحت المدونات وسيلة فعالة تفيد منها الشركات والمؤسسات للترويج لمنتجاتها أو لأفكارها والداعية لها. وثمة إشارات إلى أن المدونات تستخدم الآن لبيع المنتجات بمعدلات غير مسبوقة، وعلى سبيل المثال (7) تفيد صاحبة شركة "خبراء تسويق المؤلفين" Author Marketing Experts في مدينة سان دييجو، أن المدونات كانت أعظم تأثيرًا بالنسبة لها من وسائل الإعلان التقليدية المطبوعة من حيث تأثيرها على مبيعات الكتب.
معايير المدونات وخصائصها
ليست هناك حتى الآن معايير رسمية للمدونات، إلا أنها تشترك معًا في خصائص مشتركة تكفي لمحاولة تحديد المدونات وأقسامها بصورة يمكن أن تصل بها لمعايير غير رسمية. ومن وجهة نظر المستفيدين أو الزائرين visitors ، فإن المدونة هي موقع عنكبوتي يتوافر فيه ما يلي (4):
• محتوى منظم كمداخل مستقلة، يشتمل كل منها على نص وربما روابط فائقة، ومتاحة جميعا في ترتيب زمني عكسي (أي من الأحدث إلى الأقدم).
• تأريخ زمني لكل مدخل، بحيث يعرف المستفيد متى تم تدوين هذا المدخل على وجه التحديد.
• سجل أرشيفي لجميع المداخل السابقة، بحيث يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل الزائرين.
هذا ويتوافر في كل تدوينة ما يلي: الترويسة الرأسية التي تحتوي على التاريخ باليوم والشهر date header، والوقت الذي تم فيه نشر التدوينة بالساعة والدقيقة، وعنوان التدوينة، والمحتوى الأساس للتدوينة، واسم أو لقب محرر التدوينة، والتعليقات المرسلة على تلك التدوينة في حالة توافرها (شكل 1).
شكل (1) العناصر التي تشتمل عليها التدوينة في المدونات الإلكترونية
ومن الواضح هنا أنه بالرغم من أن المدونة تشبه أية صفحة عنكبوتية أخرى، إلا أن هناك اختلافات هنا تميز المدونة من حيث النموذج الطباعي لها وبعض خصائصها. وعلى سبيل المثال، فإن محتوى الموضوعات المطروحة في التدوينات posts يكون مستقلاً عن النقاش والتعليقات عليها، وذلك على عكس ما يحدث في المنتديات التي تختلط فيها الموضوعات بالنقاشات، وتضيع الفائدة مع مرور الزمن وازدياد حجم المنتدى ونقاشاته (10). إضافة إلى ذلك، فإن المدونة تعد أكثر ديناميكية من الموقع العنكبوتي، حيث أنه يتم تحديثها دائما من خلال المداخل أو التدوينات التي عادة ما تشتمل على تاريخ تحديثها، أما الموقع العنكبوتي فعادة ما تكون محتوياته ثابتة، وليس ثمة حاجة إلى تحديثها بانتظام فضلا عن كتابة تاريخ هذا التحديث، كما أن هذا التحديث ينصب على الصفحات وليس على المداخل أو التدوينات (11).
ومن المعلوم أنه يتم تحديث المدونة بشكل متواصل، أسبوعيًا أو يوميًا أو حتى عدة مرات في اليوم في بعض الأحيان. ومعظم المدونات تقوم بعرض التدوينات الخاصة بالشهر أو الأسبوع الجاري، وذلك جنبًا إلى جنب المواد الأقدم والتي تمت أرشفتها في الموقع لأجل تصفحها أو البحث فيها عند الحاجة.
من ناحية أخرى، يمكن أن تكون المدونة محلا لنشر الأخبار، أو لنقل الأحداث والخبرات والآراء والمعلومات، أو لمراجعات الكتب وغيرها من أوعية المعلومات أو الإعلان عنها، أو لشروح المواقع العنكبوتية، أو لنشر تقارير النشاط ذات الصلة بمشروع معين، … إلى آخره.
أما التدوينة نفسها، فيمكن أن تشتمل على النصوص، والصور، ولقطات الفيديو القصيرة، والروابط الفائقة إلى مصادر إلكترونية أخرى على الشبكة، … إلخ.
ومن خصائص المدونة الناجحة فيما يتصل بكتابة التدوينات، ما يلي:
- عدم كتابة موضوعات طويلة أو مفصلة في كل تدوينة، بل من الأفضل كتابة فقرات قصيرة ومختصرة عن الموضوع.
- التحديث المستمر للمدونة، بحيث لا يمر أسبوع واحد إلا وهناك على الأقل تدوينة جديدة.
- تفعيل خاصية التعليق على التدوينات ، وعدم غلقها أمام الزائرين.
- الأصالة في الكتابة، والتنويع المستمر في الموضوعات والمصادر المشار إليها.
وفيما عدا الكتابة، ثمة سمات عامة للمدونات يمكن إضافتها اختياريًا ، مثل:
- إمكانية تصنيف التدوينات وفقا لتقسيمات موضوعية عريضة، تظهر على واجهة المدونة.
- إمكانية اشتمال واجهة المدونة على تقويم زمني شهري.
- إمكانية الإشارة في واجهة المدونة إلى الروابط الفائقة لمجموعة من المواقع ذات الصلة بموضوع المدونة.
- إمكانية الإشارة إلى العنوان الإلكترونيURL للصفحة الخاصة لصاحب المدونة على العنكبوتية.
.
والمدونة بالإنجليزية هي نحت من كلمتي Web log بمعنى سجل الشبكة، ويُطلق عليها اختصارًا blog ، ومنها مصدر التدوين blogging وهو عملية إنشاء المدونة والنشر فيها، والمدونون أو البلوجرز bloggers وهم الأشخاص الذين يقومون بالتدوين، ثم مجال أو عالم المدونات blogsphere وهو العالم المترابط من المدونات المتاحة على الإنترنت والتي يمكن الوصول إليها من خلال محركات البحث أو من خلال كشافات المدونات blog indexes .
وإذا كان يمكن تعريب blog بالسجل ، أو المكتوب، أو الصحيفة، إلا أن "مدونة" هي التعريب الأكثر قبولاً وانتشارًا لهذه الكلمة حتى الآن، كما لا تزال تستخدم أيضًا الصيغة المنقحرة من الإنجليزية، حيث تُعرف بـ (بلوج) في مصر، و (بلوق) في دول الخليج العربي، و(بلوغ) في بلاد الشام (3). كما يُطلق على المداخلة أو المدخل أو الإسهام الواحد فيها : تدوينة، وهو ما يقابل post في الإنجليزية.
النشأة والانتشار
بالرغم أن المدونات نشأت حوالي منتصف تسعينيات القرن العشرين، وبالرغم من أن المصطلح blog تم صكه عام 1997م، إلا أن ظاهرة المدونات لم تنتشر على العنكبوتية إلا بعد عام 1999م حيث بدأت خدمات الاستضافة في السماح للمستفيدين بإنشاء المدونات الخاصة بهم بصورة سريعة وسهلة نسبيـًا (4).
ويرى البعض أنه على نحوٍ ما كانت الحرب الغشوم على العراق عام 2003م سببًا من أسباب ذيوع صيت المدونات وانتشارها ، حيث (5) انتشرت المواقع الشخصية التي يتحدث فيها أصحابها عن تجربتهم الشخصية في الحرب، وتقديم ما يشبه المذكرات التي تؤرخ للأحداث أو تبدي الآراء.
وفي غضون عام واحد من ذلك، أي عام 2004م، أصبحت المدونات ظاهرة عامة بانضمام العديد من المستفيدين من الإنترنت إلى صفوف المدونين وقراءها. وتطور الأمر ، كما رأى أحد الباحثين (6)، إلى أن أصبح عام 2005م هو عام المدونات.
ويقدر مشروع "بيو للإنترنت والحياة الأمريكية"، زيادة عدد الأمريكيين الذين يقرأون المدونات بنسبة 58% عام 2004م، ليصل العدد الكلي إلى حوالي 32 مليون قارئ، ويفيد "مشروع الامتياز في الصحافة" التابع لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أن معظم هؤلاء يتابعون المدونات من أجل الحصول على المعلومات ومتابعة الأخبار (7). كما أفادت إحدى الدراسات الحديثة (6) أن حوالي 11% من المستهلكين على الخط المباشر online consumers يقرأون المدونات بصفة شهرية على الأقل، وأن هذا العدد آخذ في الازدياد بسرعة.
وفيما يتصل بعدد المدونات المتاحة على العنكبوتية، تقوم شركتا Technorati و BlogPulse بتكشيف ما يزيد 20 مليون مدونة. وسجلت الشركة الأولى في سبتمبر 2005م أن عدد المدونات يتضاعف تقريبـًا مرة كل خمسة شهور، بينما تضيف شركة Intelliseek BlogPulse إلى محرك البحث الخاص بها حوالي 50.000 مدونة يوميًا. ويتضح من المؤشرات السابقة أن عدد المدونات وتأثيرها سوف يستمران في الازدياد.
المدونات، لماذا ؟
إن المدونات، بصفة عامة، هي مواقع على الإنترنت خاصة بالأشخاص أو المؤسسات، تتضمن تعليقات وآراء وأخبار ، وغالبًا ما تتضمن روابط فائقة links إلى معلومات متاحة على مواقع أخرى على الشبكة. وقد أثبتت المدونات وجودها وجدواها كإحدى الخدمات الحديثة على الشبكة، لسهولة إنشاءها ونشرها وتحديثها، فضلا عن إتاحتها لفرصة التفاعل مع المستفيدين منها في كل مادة من المواد المنشورة بها.
ومن وجهة نظر معدي المدونات، فإن المدونات تنشأ لأجل النشر المهني، أو الشخصي، أو لمجرد توفير المعلومات. أما من وجهة نظر المستفيدين، فإنه تتم الإفادة من المدونات، لأجل تلك الاحتياجات الشخصية أو المهنية، ولمحافظة المدونات على حداثة معلوماتها باستمرار، وكذلك لخلوها من الرسائل المزعجة spam التي يمكن أن تتسلل إلى أساليب الاتصال الأخرى على الشبكة (8).
وفيما تتخذ بعض المدونات شكل المذكرات الشخصية، تركز أخرى على موضوعات تخصصية محددة. وتتنوع موضوعات المدونات بين المجالات السياسية والعسكرية والإعلامية والأدبية والتقنية، … إلخ، كما أنها قد تركز على موضوعات دقيقة للغاية تصل إلى التطريز وإصلاح السيارات (7). ويرى البعض أن الشهرة والانتشار اللذين حظيت بهما المدونات إنما تعود إلى المدونات السياسية والعسكرية، والدور الذي لعبته في الخطاب العام على مستوى السياسة والإعلام ؛ للدرجة التي يُشار بها إلى الحرب الأمريكية على فيتنام بأنها أول حرب تُنقل على التلفاز ، والحرب الغشوم على كل من أفغانستان والعراق بأنها أول الحروب التي تصور في المدونات (9).
وفيما يتصل بالإعلام، يرى البعض (7) أن المدونات بدأت تحدث أثرًا في الحياة العامة في الولايات المتحدة على عدة أصعدة، سياسية واجتماعية وإعلامية، وذلك عبر نشرها لتقارير حول أخطاء القادة السياسيين، ومن جهة أخرى بسبب اختلاف الطريقة التي يقوم بها المراسلون بكتابة تقاريرهم. ومن ثم فإن محرري المدونات bloggers غدوا مؤثرين على نحو متزايد لدرجة أنه يتم النظر إليهم الآن على أنهم جزء مهم من وسائل الإعلام الرئيسة، وازداد من ثم حضور المدونات وباتت شكلاً إعلاميـًا يقف جنبًا إلى جنب التلفاز والإذاعة والصحف والسيارة. ومن ثم أيضا ، لم يكن من الغريب مطالبة أحد الخبراء في مجال المدونات (5)، بمعاملة المدونين بوصفهم صحفيين.
من ناحية أخرى، وفي عالم الأعمال التجارية، أصبحت المدونات وسيلة فعالة تفيد منها الشركات والمؤسسات للترويج لمنتجاتها أو لأفكارها والداعية لها. وثمة إشارات إلى أن المدونات تستخدم الآن لبيع المنتجات بمعدلات غير مسبوقة، وعلى سبيل المثال (7) تفيد صاحبة شركة "خبراء تسويق المؤلفين" Author Marketing Experts في مدينة سان دييجو، أن المدونات كانت أعظم تأثيرًا بالنسبة لها من وسائل الإعلان التقليدية المطبوعة من حيث تأثيرها على مبيعات الكتب.
معايير المدونات وخصائصها
ليست هناك حتى الآن معايير رسمية للمدونات، إلا أنها تشترك معًا في خصائص مشتركة تكفي لمحاولة تحديد المدونات وأقسامها بصورة يمكن أن تصل بها لمعايير غير رسمية. ومن وجهة نظر المستفيدين أو الزائرين visitors ، فإن المدونة هي موقع عنكبوتي يتوافر فيه ما يلي (4):
• محتوى منظم كمداخل مستقلة، يشتمل كل منها على نص وربما روابط فائقة، ومتاحة جميعا في ترتيب زمني عكسي (أي من الأحدث إلى الأقدم).
• تأريخ زمني لكل مدخل، بحيث يعرف المستفيد متى تم تدوين هذا المدخل على وجه التحديد.
• سجل أرشيفي لجميع المداخل السابقة، بحيث يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل الزائرين.
هذا ويتوافر في كل تدوينة ما يلي: الترويسة الرأسية التي تحتوي على التاريخ باليوم والشهر date header، والوقت الذي تم فيه نشر التدوينة بالساعة والدقيقة، وعنوان التدوينة، والمحتوى الأساس للتدوينة، واسم أو لقب محرر التدوينة، والتعليقات المرسلة على تلك التدوينة في حالة توافرها (شكل 1).
شكل (1) العناصر التي تشتمل عليها التدوينة في المدونات الإلكترونية
ومن الواضح هنا أنه بالرغم من أن المدونة تشبه أية صفحة عنكبوتية أخرى، إلا أن هناك اختلافات هنا تميز المدونة من حيث النموذج الطباعي لها وبعض خصائصها. وعلى سبيل المثال، فإن محتوى الموضوعات المطروحة في التدوينات posts يكون مستقلاً عن النقاش والتعليقات عليها، وذلك على عكس ما يحدث في المنتديات التي تختلط فيها الموضوعات بالنقاشات، وتضيع الفائدة مع مرور الزمن وازدياد حجم المنتدى ونقاشاته (10). إضافة إلى ذلك، فإن المدونة تعد أكثر ديناميكية من الموقع العنكبوتي، حيث أنه يتم تحديثها دائما من خلال المداخل أو التدوينات التي عادة ما تشتمل على تاريخ تحديثها، أما الموقع العنكبوتي فعادة ما تكون محتوياته ثابتة، وليس ثمة حاجة إلى تحديثها بانتظام فضلا عن كتابة تاريخ هذا التحديث، كما أن هذا التحديث ينصب على الصفحات وليس على المداخل أو التدوينات (11).
ومن المعلوم أنه يتم تحديث المدونة بشكل متواصل، أسبوعيًا أو يوميًا أو حتى عدة مرات في اليوم في بعض الأحيان. ومعظم المدونات تقوم بعرض التدوينات الخاصة بالشهر أو الأسبوع الجاري، وذلك جنبًا إلى جنب المواد الأقدم والتي تمت أرشفتها في الموقع لأجل تصفحها أو البحث فيها عند الحاجة.
من ناحية أخرى، يمكن أن تكون المدونة محلا لنشر الأخبار، أو لنقل الأحداث والخبرات والآراء والمعلومات، أو لمراجعات الكتب وغيرها من أوعية المعلومات أو الإعلان عنها، أو لشروح المواقع العنكبوتية، أو لنشر تقارير النشاط ذات الصلة بمشروع معين، … إلى آخره.
أما التدوينة نفسها، فيمكن أن تشتمل على النصوص، والصور، ولقطات الفيديو القصيرة، والروابط الفائقة إلى مصادر إلكترونية أخرى على الشبكة، … إلخ.
ومن خصائص المدونة الناجحة فيما يتصل بكتابة التدوينات، ما يلي:
- عدم كتابة موضوعات طويلة أو مفصلة في كل تدوينة، بل من الأفضل كتابة فقرات قصيرة ومختصرة عن الموضوع.
- التحديث المستمر للمدونة، بحيث لا يمر أسبوع واحد إلا وهناك على الأقل تدوينة جديدة.
- تفعيل خاصية التعليق على التدوينات ، وعدم غلقها أمام الزائرين.
- الأصالة في الكتابة، والتنويع المستمر في الموضوعات والمصادر المشار إليها.
وفيما عدا الكتابة، ثمة سمات عامة للمدونات يمكن إضافتها اختياريًا ، مثل:
- إمكانية تصنيف التدوينات وفقا لتقسيمات موضوعية عريضة، تظهر على واجهة المدونة.
- إمكانية اشتمال واجهة المدونة على تقويم زمني شهري.
- إمكانية الإشارة في واجهة المدونة إلى الروابط الفائقة لمجموعة من المواقع ذات الصلة بموضوع المدونة.
- إمكانية الإشارة إلى العنوان الإلكترونيURL للصفحة الخاصة لصاحب المدونة على العنكبوتية.
ولمعرفة كيفية إنشاء مدونة على بلوجر أتبع ما يلي
أولا قم بالدخول الى موقع بلوجرBlogger.com
قم بتسجيل الدخول الى الموقع عبر بريد الجي ميل الخاص بك
بعد ذلك قم بالضغط على إنشاء مدونة الكترونية
بعدها ستدخل مباشرة الى لوحة التسجيل
قم بملأ البيانات من عنوان المدونة وإسم المدونة
ثم قم بكتاابة الحروف التي تظهر أمامك
ثم إضغط أستمرار
ثم أختر القالب المناسب لك أو لمحتوى مدونتك ويمكن تغييره بعد ذلك
ثم إضغط أستمرار
والآن مبروك عليك تم إنشاء المدونة
وقم بتحرير المواضيع
0 التعليقات:
إرسال تعليق